أوكسير الحياة
- قصّه / قصيره / خياليّة
خالد : " لا أعلم من أين ابدأ .. الامر وكانه حلم غير واضح ! "
الطبيبة :" حاول ان تتذكر ياخالد .. لن نستطيع علاج اي شي من غير البداية "
خالد :" همم .. حسناً ، بدأ الامر حينما زرت الهند وتحديداً منطقه بومباي "
الطبيبة : " هل كان هناك سبباً لزيارة الهند؟ "
خالد : " لا لم يكن ، مجرد حلم اردت تحقيقة .. أقسمت ان اجول هذا العالم كله قبل أن اموت"
الطبيبة : " آه ، استطيع ان ارى ذلك .. حسناً اكمل "
خالد : " كانت خطتي ان ابقى في الهند مدة شهراً كاملاً .. لكن تعلقت في الهند حتى زدت المده الى 6 اشهر
تعرفت على اصدقاء من كل مكان هناك ، لكني التقيت بفتاة هناك استطيع ان اقول انها تتحمل مسؤلية جعلي على هذا الحال! "
الطبيبة : " لا تنفعل واكمل ارجوك :) "
خالد : " مهما يكن ، كنت انذاك 23 عاماً وكانت ذات 19 عاماً وكان اسمها مادهوري ، كنا نتحدث بالساعات على الهاتف
لم يكن حدثي الطويل معها لمجرد انها تتقن اللغه الانجليزية ، لكن كانت غامضاً الى حد ما
الى الان اتذكر مقولتها كلما سألتها عن امر ماضي يخصها : " لا احُب ذكر الماضي ابداً ، انا الان في الحاضر فلما اتذكر الماضي؟ "
وفي يوم من الايام طلبت منها ان ترافقني لكي تعرفني على بلادها أكثر .. لم اكن حقاً اريد التعرف على بلادها أكثر ، كنت اريد التعرف عليها اكثر !
أرتني بوابة الهند و كهف الفيلة وفندق تاج محل وكهوف كثيره .. لكي اكون صريح لم أدهش جداً من هذه الاماكن لقد رايت الكثير منها في البلدان الاوربية ..
بعدها اصابني التعب والارهاق لكنها اصرت ان تريني مكان ، كانت اجابتي بالرفض بحجه الارهاق والتعب .. ولكنها اصرت على ان تريني فوافقت
ركبنا سيارة اجره .. مضت الخمس دقائق الاولى في هدوء و تأمل للاماكن من نافذة السيّارة ، كنت افكر ماهو الشي اللذي اصرت على رؤيتي له؟
هل هو كهف؟ ام منارة شيدت منذ الاف السنين؟ ام انه منزل قديم فيه لعنه؟ أم .. قاطع حبل أفكاري صوتها الناعم
" سوف أُريك سري الاكبر اللذي لا يعلم به احد " قالتها وختمتها بضحكة شقيّة
قتلت باستهزاء : " نعم صحيح ، لقد قتلتي فضائي واخفيتي جثته تحت الكهف "
هي : " سوف ترى ماذا اعني! "
بالرغم من تلك الضحكة اللتي ختمت كلامها به .. الا ان كان لدي احساس انها لا تكذب كنت احس اني بصدد رؤية شيء قد يغير مجرى حياتي !

هي لسائق السياره : " توقف توقف .. هنا هنا "
توقفت السيّارة وخرجنا منها ، لكن سائق سيارة الاجرة لم يتحرك .. والفتاة تنظر الي ولكن لم تتكلم بحرف
حسناً لكي اكون صريحاً اعتقدت انهم سفاحون ماهرون وسوف القى حتفي في هذا المكان .. حيث لا احد هنا ابداً
والشمس بدأت تغيب ، ولم اكن بمعرفة طويله بها لكي تخبرني " بسرها الاعظم " .. عرفت انها نهايتي
فجأه قاطعني مرة اخرى نفس الصوت : " ماذا؟ الرجال يدفعون ! الم تفهم؟ "
لقد شعرت بمدا سذاجتي وخيالي الواسع .. : " آه صحيح .. الرجال يدفعون ، تفضل "
فذهبت السيّارة بعيداً .. قالت : " أمشي معي ، سوف اريك سري الاعظم "
انا : " ماذا؟ مشي؟ أولم يكن هذا هو المكان؟ "
هي : " وهل انا بهذه السذاجة؟ ماذا لو لم يذهب سائق السيّارة وظل يراقبنا؟ "
انا : " آه صحيح صحيح .. لكني متعب "
في وسط الطريق أعترفت لها وقلت " لقد حسبت أنكي وسائق الاجره سفاحون "
هي : " وماذا لو كنت كذلك؟ "
أنا : " ماذا؟ " وتوقفت عن المشي
هي :" هيه ، لا تكن مغفل هكذا ، كنت امزح فقط "
بعد سير دام عشر دقائق فقط .. توقفت أمام منزل يبدو مهجور وقديم وفي حالة يرثى لها
دخلت الى المنزل .. كان المنزل في حالة فوضى الاثاث مقلوب رأساً على عقب ! .. لكننا دخلنا على اي حال
لقد جلست على كرسي موضوع بشكل عشوائي في الغرفة وقالت : " لا اعلم اذا كان من الصحيح اخبارك عن سري "
انا مازلت واقف ومرتبك : " ماذا تقصدين؟ "
هي : " كنت دائماً تحدثني عن الاساطير والامور الغامضة .. يبدو انك مهتم في ذلك ! "
انا : " في الحقيقة أنا اعشق كل ماهو خارج البال او خارج حدود العقل .. لطالما تمنيت ان أعيش أسطوره او شي من هذا القبيل "
هي : " ولك ما تمنيت " " اولاً .. لقد كذبت عليك .. "
انا : " انا؟ في ماذا كذبتي؟؟ "
هي : " لست انت لوحدك .. بل جميع أهل المدينة "
وقفت ساكتاً انتظرها تكمِل ..
هي : " في الحقيقة عمري 82 .. "
انا : " م-م-ماذا؟ لا بد انك تمزحين معي ، مظهرك لا يوحي بانك فتاه في عمر الـ 82 "
هي : " نعم وهذا مااريد ان اقوله .. في قديم الزمان كانت تنتشر قصص بين اهل المدينة عن زهره اللوتس
وانّ من يأكل بذرها سوف يخلد في هذه الحياة .. ليس هذا فقط بل جسده سوف يقاوم اعراض الشيخوخة "
انا :" هل تنتضرين مني ان اصدق هذه الكذبة؟ "
هي : "انتظر .. ان زهره اللوتس زهره لها تاريخها في الهند ، توجد قصة ان فتاة احبت هرقل حباً شديداً ولكنه لم يبادلها الحب
فبذلك قتلت نفسها وتحولت لزهره اللوتس لتمنح حياتها لكل انسان يتذوق بذرة هذه الزهره ولذلك هي دليل لرمز الخصوبة الانثويّة "
سكت .. لم استطع ان انطق حرفاً واحداً منظرها لا يوحي بالكذب ابداً !
هي مُكملة : " بعد ان انتشرت هذه الشائعات وبعد ان بداوا الناس يبحثون عن هذه الوردة واصبحوا كالمجانين .. قررت الحكومه بأن تقص كل زهره من هذه الزهرات منعاً للفتنه والحروب!
وان يعدموا كل من يخبيء هذه الزهره في مكان ما "
اكملت : " لكن كان بمقدوري ان احتفظ بـ 8 زهرات من هذه الزهره ووضعتها في هذا البيت اللذي كان بيت جدي في الاساس "
انا : " ولهذا البيت في حاله فوضى؟ "
هي : " نعم ، لقد اتى بلاغ للشرطة ان زهره اللوتس في هذا البيت .. لكنهم قلبوا البيت رأسا على عقب ولم يجدونها "
انا : " واين خبيتيها؟ "

قامت من الكرسي اللذي يمتليه الغبار ..
توقفت امام الجدار فكان رأسها مقابل للجدار واصبحت تعد وترجع للخلف .. أستطيع سماع قرعات كعبها في ارضية الخشب .
بدأت تعد وترجع للخلف : " واحد ، اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسه ، ستة ، سبعة ، ثمانية .. هاهو اذن "
ازالت كعبها وضربت الارض برجليها بقوه هائلة .. لكن ماذا لحظة .. لقد قُلِب لوح الخشب ذاك .. رجعت للخلف ايضاً وفعلت نفس الشيء
وقَلَبت 8 الواح خشب وقفزت واختفت ! نعم لقد اختفت .. ماذا حدث ياللهي؟
سمعت صوتاً من الاسفل ينادي : " هيا يا خالد اقفز لا تكن جباناً " .. اوه هناك مخبأ سري في الاسفل؟
قفزت ، كان المخبأ صغيراً لكنه يفي بالغرض .. لمحت كتاباً ففتحته ووجدت صوراً واسفلها تواريخ قديمة جداً منذ 20 سنة
ولكنها تبدو في نفس الشكل .. لم تتغير بتاتاً .
هي : " نعم ، انها انا في كل عام .. انه حقاً ممل ان تبقى نفسك في كل عام "
انا : " اولم يلحظوا اهل المدينة ذلك؟ "
هي : " لا ، فانا حريصه ان انتقل كل 5 سنوات الى مدينة اخرى .. "
انا : " هذا لا يصدق! "
فتحت درجاً كانت يوجد في داخله كيساً به حبيبات كبير نسبياً وقالت : " هذه هي البذور .. "
انا : " هل تعيين ماتقولينه؟ هل اذا اكلت هذه البذور سوف أعيش للأبد؟ .. لابد انك تمزحين " ولم اكن أعني تماماً بانه تمزح فقد كنت على وشك التصديق
قالت بضحكة هادئة : " الاربعه كلهم قالوا نفس الشيء .. ولم يصدقوا الا بعد ما جربوا بانفسهم "
قلت " اربعه؟ "
قالت : " نعم اولم تلحض ان هناك 4 بذور فقط ولكني اخذت 8 زهرات .. ان في الزهره الواحد بذره واحد "
قلت بصوت مرتجف من الصدمة : " حسنا ..وماذا ساخسر ساجرب! "
اخذت مادهوري بذرة واحده ووضعتها على يدي واخرجت ماء من حقيبتها واعطتني اياه
تناولته .. كان طعمها مرٌ لم يسبق ان تذوقت شيء بهذه المرارة من قبل .. لكن لا يهم ساصبح مخلداً ،" اشك في ذلك ."
هي : " ما شعورك اذاً؟ "
انا : " مزحه لطيفة حقاً .. لا اشعر بشيء على الاطلاق ، لا شيء غير اني متأكد بان هذا اسوأ دواء مضاد تذوقته في حياتي "
هي : " حسنا اذاً ، هذا يرجع لك لا يهم ان تصدق او لأ "
انا بانفعال : " وماذا هل كنتي تكذبين علي؟ "
فتحت الدرج الثاني من المكتب ، واخرجت مسدسا ووجهته إلي .. قلت في نفسي " انها حقاً مجنونة "
قالت : " لن تصدق الا اذا فعلت هذا .. انا اسفة "
انا : " انتظري .. ماذا تفعلين ايتها المجنونة؟ .. ماذا تفعلين؟ توقفي توقفي ................!!!!!!!!! "
سمعت صوت الرصاصة واحسستها تدنو من قلبي .. نعم انه يؤلم حقاً .. اهذه هي نهايتي؟
توقف الالم .. ولكن الصمت الان مخيف اكثر من طلقه الرصاص .. فتحت عيني ببطء على امل ان لا اكون في القبر
رأيتها ، نعم هي مادهوري وضعت يدي على قلبي وقالت " أتصدق الان؟ "
شعرت بنبضات قلبي مستمرة .. ابتسم وقلت : " نعم اصدقك الان :) "
الطبيبة : " أتتوقع مني ان اصدق هذه الخزعبلات؟ "
خالد : " نعم ايتها الطبيبة ، فقد عشت 106 أعوام .. لقد تزوجت 7 نساء وجميعهم ماتوا .. وخلفت أكثر من ولد وجميعم ماتوا ، لم يبقى لي احداً في هذه الحياة"
اكملت : " اتعلمين كيف هو شعور ان تضعين المسدس على رأسك املاً بالموت ، لكن تستيقضين من والدم حولك ولا تبتغين مرادك وتستمرين في الحياة؟ "
نظرت الطبيبة الى تاريخ الميلاد وعاودت النظر الى خالد وقالت : " كل شخص له من إسمه نصيب ، ويبدو ان هذا نصيبك يا خَالِد "
- قصّه / قصيره / خياليّة

خالد : " لا أعلم من أين ابدأ .. الامر وكانه حلم غير واضح ! "
الطبيبة :" حاول ان تتذكر ياخالد .. لن نستطيع علاج اي شي من غير البداية "
خالد :" همم .. حسناً ، بدأ الامر حينما زرت الهند وتحديداً منطقه بومباي "
الطبيبة : " هل كان هناك سبباً لزيارة الهند؟ "
خالد : " لا لم يكن ، مجرد حلم اردت تحقيقة .. أقسمت ان اجول هذا العالم كله قبل أن اموت"
الطبيبة : " آه ، استطيع ان ارى ذلك .. حسناً اكمل "
خالد : " كانت خطتي ان ابقى في الهند مدة شهراً كاملاً .. لكن تعلقت في الهند حتى زدت المده الى 6 اشهر
تعرفت على اصدقاء من كل مكان هناك ، لكني التقيت بفتاة هناك استطيع ان اقول انها تتحمل مسؤلية جعلي على هذا الحال! "
الطبيبة : " لا تنفعل واكمل ارجوك :) "
خالد : " مهما يكن ، كنت انذاك 23 عاماً وكانت ذات 19 عاماً وكان اسمها مادهوري ، كنا نتحدث بالساعات على الهاتف
لم يكن حدثي الطويل معها لمجرد انها تتقن اللغه الانجليزية ، لكن كانت غامضاً الى حد ما
الى الان اتذكر مقولتها كلما سألتها عن امر ماضي يخصها : " لا احُب ذكر الماضي ابداً ، انا الان في الحاضر فلما اتذكر الماضي؟ "
وفي يوم من الايام طلبت منها ان ترافقني لكي تعرفني على بلادها أكثر .. لم اكن حقاً اريد التعرف على بلادها أكثر ، كنت اريد التعرف عليها اكثر !
أرتني بوابة الهند و كهف الفيلة وفندق تاج محل وكهوف كثيره .. لكي اكون صريح لم أدهش جداً من هذه الاماكن لقد رايت الكثير منها في البلدان الاوربية ..
بعدها اصابني التعب والارهاق لكنها اصرت ان تريني مكان ، كانت اجابتي بالرفض بحجه الارهاق والتعب .. ولكنها اصرت على ان تريني فوافقت
ركبنا سيارة اجره .. مضت الخمس دقائق الاولى في هدوء و تأمل للاماكن من نافذة السيّارة ، كنت افكر ماهو الشي اللذي اصرت على رؤيتي له؟
هل هو كهف؟ ام منارة شيدت منذ الاف السنين؟ ام انه منزل قديم فيه لعنه؟ أم .. قاطع حبل أفكاري صوتها الناعم
" سوف أُريك سري الاكبر اللذي لا يعلم به احد " قالتها وختمتها بضحكة شقيّة
قتلت باستهزاء : " نعم صحيح ، لقد قتلتي فضائي واخفيتي جثته تحت الكهف "
هي : " سوف ترى ماذا اعني! "
بالرغم من تلك الضحكة اللتي ختمت كلامها به .. الا ان كان لدي احساس انها لا تكذب كنت احس اني بصدد رؤية شيء قد يغير مجرى حياتي !

هي لسائق السياره : " توقف توقف .. هنا هنا "
توقفت السيّارة وخرجنا منها ، لكن سائق سيارة الاجرة لم يتحرك .. والفتاة تنظر الي ولكن لم تتكلم بحرف
حسناً لكي اكون صريحاً اعتقدت انهم سفاحون ماهرون وسوف القى حتفي في هذا المكان .. حيث لا احد هنا ابداً
والشمس بدأت تغيب ، ولم اكن بمعرفة طويله بها لكي تخبرني " بسرها الاعظم " .. عرفت انها نهايتي
فجأه قاطعني مرة اخرى نفس الصوت : " ماذا؟ الرجال يدفعون ! الم تفهم؟ "
لقد شعرت بمدا سذاجتي وخيالي الواسع .. : " آه صحيح .. الرجال يدفعون ، تفضل "
فذهبت السيّارة بعيداً .. قالت : " أمشي معي ، سوف اريك سري الاعظم "
انا : " ماذا؟ مشي؟ أولم يكن هذا هو المكان؟ "
هي : " وهل انا بهذه السذاجة؟ ماذا لو لم يذهب سائق السيّارة وظل يراقبنا؟ "
انا : " آه صحيح صحيح .. لكني متعب "
في وسط الطريق أعترفت لها وقلت " لقد حسبت أنكي وسائق الاجره سفاحون "
هي : " وماذا لو كنت كذلك؟ "
أنا : " ماذا؟ " وتوقفت عن المشي
هي :" هيه ، لا تكن مغفل هكذا ، كنت امزح فقط "
بعد سير دام عشر دقائق فقط .. توقفت أمام منزل يبدو مهجور وقديم وفي حالة يرثى لها
دخلت الى المنزل .. كان المنزل في حالة فوضى الاثاث مقلوب رأساً على عقب ! .. لكننا دخلنا على اي حال
لقد جلست على كرسي موضوع بشكل عشوائي في الغرفة وقالت : " لا اعلم اذا كان من الصحيح اخبارك عن سري "
انا مازلت واقف ومرتبك : " ماذا تقصدين؟ "
هي : " كنت دائماً تحدثني عن الاساطير والامور الغامضة .. يبدو انك مهتم في ذلك ! "
انا : " في الحقيقة أنا اعشق كل ماهو خارج البال او خارج حدود العقل .. لطالما تمنيت ان أعيش أسطوره او شي من هذا القبيل "
هي : " ولك ما تمنيت " " اولاً .. لقد كذبت عليك .. "
انا : " انا؟ في ماذا كذبتي؟؟ "
هي : " لست انت لوحدك .. بل جميع أهل المدينة "
وقفت ساكتاً انتظرها تكمِل ..
هي : " في الحقيقة عمري 82 .. "
انا : " م-م-ماذا؟ لا بد انك تمزحين معي ، مظهرك لا يوحي بانك فتاه في عمر الـ 82 "
هي : " نعم وهذا مااريد ان اقوله .. في قديم الزمان كانت تنتشر قصص بين اهل المدينة عن زهره اللوتس
وانّ من يأكل بذرها سوف يخلد في هذه الحياة .. ليس هذا فقط بل جسده سوف يقاوم اعراض الشيخوخة "
انا :" هل تنتضرين مني ان اصدق هذه الكذبة؟ "
هي : "انتظر .. ان زهره اللوتس زهره لها تاريخها في الهند ، توجد قصة ان فتاة احبت هرقل حباً شديداً ولكنه لم يبادلها الحب
فبذلك قتلت نفسها وتحولت لزهره اللوتس لتمنح حياتها لكل انسان يتذوق بذرة هذه الزهره ولذلك هي دليل لرمز الخصوبة الانثويّة "
سكت .. لم استطع ان انطق حرفاً واحداً منظرها لا يوحي بالكذب ابداً !
هي مُكملة : " بعد ان انتشرت هذه الشائعات وبعد ان بداوا الناس يبحثون عن هذه الوردة واصبحوا كالمجانين .. قررت الحكومه بأن تقص كل زهره من هذه الزهرات منعاً للفتنه والحروب!
وان يعدموا كل من يخبيء هذه الزهره في مكان ما "
اكملت : " لكن كان بمقدوري ان احتفظ بـ 8 زهرات من هذه الزهره ووضعتها في هذا البيت اللذي كان بيت جدي في الاساس "
انا : " ولهذا البيت في حاله فوضى؟ "
هي : " نعم ، لقد اتى بلاغ للشرطة ان زهره اللوتس في هذا البيت .. لكنهم قلبوا البيت رأسا على عقب ولم يجدونها "
انا : " واين خبيتيها؟ "

قامت من الكرسي اللذي يمتليه الغبار ..
توقفت امام الجدار فكان رأسها مقابل للجدار واصبحت تعد وترجع للخلف .. أستطيع سماع قرعات كعبها في ارضية الخشب .
بدأت تعد وترجع للخلف : " واحد ، اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسه ، ستة ، سبعة ، ثمانية .. هاهو اذن "
ازالت كعبها وضربت الارض برجليها بقوه هائلة .. لكن ماذا لحظة .. لقد قُلِب لوح الخشب ذاك .. رجعت للخلف ايضاً وفعلت نفس الشيء
وقَلَبت 8 الواح خشب وقفزت واختفت ! نعم لقد اختفت .. ماذا حدث ياللهي؟
سمعت صوتاً من الاسفل ينادي : " هيا يا خالد اقفز لا تكن جباناً " .. اوه هناك مخبأ سري في الاسفل؟
قفزت ، كان المخبأ صغيراً لكنه يفي بالغرض .. لمحت كتاباً ففتحته ووجدت صوراً واسفلها تواريخ قديمة جداً منذ 20 سنة
ولكنها تبدو في نفس الشكل .. لم تتغير بتاتاً .
هي : " نعم ، انها انا في كل عام .. انه حقاً ممل ان تبقى نفسك في كل عام "
انا : " اولم يلحظوا اهل المدينة ذلك؟ "
هي : " لا ، فانا حريصه ان انتقل كل 5 سنوات الى مدينة اخرى .. "
انا : " هذا لا يصدق! "
فتحت درجاً كانت يوجد في داخله كيساً به حبيبات كبير نسبياً وقالت : " هذه هي البذور .. "
انا : " هل تعيين ماتقولينه؟ هل اذا اكلت هذه البذور سوف أعيش للأبد؟ .. لابد انك تمزحين " ولم اكن أعني تماماً بانه تمزح فقد كنت على وشك التصديق
قالت بضحكة هادئة : " الاربعه كلهم قالوا نفس الشيء .. ولم يصدقوا الا بعد ما جربوا بانفسهم "
قلت " اربعه؟ "
قالت : " نعم اولم تلحض ان هناك 4 بذور فقط ولكني اخذت 8 زهرات .. ان في الزهره الواحد بذره واحد "
قلت بصوت مرتجف من الصدمة : " حسنا ..وماذا ساخسر ساجرب! "
اخذت مادهوري بذرة واحده ووضعتها على يدي واخرجت ماء من حقيبتها واعطتني اياه
تناولته .. كان طعمها مرٌ لم يسبق ان تذوقت شيء بهذه المرارة من قبل .. لكن لا يهم ساصبح مخلداً ،" اشك في ذلك ."
هي : " ما شعورك اذاً؟ "
انا : " مزحه لطيفة حقاً .. لا اشعر بشيء على الاطلاق ، لا شيء غير اني متأكد بان هذا اسوأ دواء مضاد تذوقته في حياتي "
هي : " حسنا اذاً ، هذا يرجع لك لا يهم ان تصدق او لأ "
انا بانفعال : " وماذا هل كنتي تكذبين علي؟ "
فتحت الدرج الثاني من المكتب ، واخرجت مسدسا ووجهته إلي .. قلت في نفسي " انها حقاً مجنونة "
قالت : " لن تصدق الا اذا فعلت هذا .. انا اسفة "
انا : " انتظري .. ماذا تفعلين ايتها المجنونة؟ .. ماذا تفعلين؟ توقفي توقفي ................!!!!!!!!! "
سمعت صوت الرصاصة واحسستها تدنو من قلبي .. نعم انه يؤلم حقاً .. اهذه هي نهايتي؟
توقف الالم .. ولكن الصمت الان مخيف اكثر من طلقه الرصاص .. فتحت عيني ببطء على امل ان لا اكون في القبر
رأيتها ، نعم هي مادهوري وضعت يدي على قلبي وقالت " أتصدق الان؟ "
شعرت بنبضات قلبي مستمرة .. ابتسم وقلت : " نعم اصدقك الان :) "
الطبيبة : " أتتوقع مني ان اصدق هذه الخزعبلات؟ "
خالد : " نعم ايتها الطبيبة ، فقد عشت 106 أعوام .. لقد تزوجت 7 نساء وجميعهم ماتوا .. وخلفت أكثر من ولد وجميعم ماتوا ، لم يبقى لي احداً في هذه الحياة"
اكملت : " اتعلمين كيف هو شعور ان تضعين المسدس على رأسك املاً بالموت ، لكن تستيقضين من والدم حولك ولا تبتغين مرادك وتستمرين في الحياة؟ "
نظرت الطبيبة الى تاريخ الميلاد وعاودت النظر الى خالد وقالت : " كل شخص له من إسمه نصيب ، ويبدو ان هذا نصيبك يا خَالِد "